الاحتلال
يواصل الاحتلال إيغاله في سياساته الهادفة لتثبيت المخططات الاستيطانية بالضفة الغربية، من خلال توزيع إخطارات هدم للمنشآت الفلسطينية، وأصبحت هذه الإخطارات بمثابة أداة للاستقواء على الفلسطينيين الذين لا يستطيعون القيام بأي إجراءات قانونية بسبب أوضاع الطوارئ في جائحة كورونا، التي زادت حسب التقارير الفلسطينية اليومية.
عارف دراغمة، موثق الانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار، قال لـ"القدس" دوت كوم: "بعد إفلاسه بترحيل العائلات من مناطق عديدة بالأغوار وهدم منشآتهم لمرات عدة، يلجأ الاحتلال إلى إعطاء العائلات إخطارات تحت بند وقف تدمير آثار، وعشرات الإخطارات الشبيهة أُعطيت للمواطنين منذ بداية العام، ما يزيد من صعوبة الرد القانوني على إجراءات الاحتلال المتواصلة بحق الأرض والإنسان الفلسطينيين في الأغوار ومناطق عديدة أُخرى".
وأضاف :" بالرغم من أن العالم أوقف كل عملياته لمواجهة فيروس كورونا، مازالت الإخطارات وعمليات الهدم متواصلة في كافة المناطق، وفي الأغوار بشكل خاص، وهذا المرة تتوافق مع إعلان حكومة الاحتلال الضم في شهر تموز المقبل، فالمعركة في الأغوار ليست وليدة يومها، فهي مستعرة في كل القطاعات العسكرية والاقتصادية والزراعية، وتم إفقار أهالي الأغوار لغاية الضم المستقبلية، فكل مناطق الأغوار مستباحة عبر جنازير الدبابات من خلال التدريبات العسكرية أو إخطارات الهدم وإطلاق قطعان المستوطنين في الأراضي الزراعية لتدميرها بالرعي الجائر أو الاستيلاء عليها".
بشار القريوتي، المختص بالشأن الاستيطاني، يروي قصة قريته قريوت مع قرارات الهدم والمصادرة منذ 20 عاماً، ويقول:"قصة صمود طويلة لأكثر من 20 عاماً، ونحن نعاني من هذه الانتهاكات التي سلبت أرضنا، وأغلقت شوارعنا، واستهدفت أهالي البلدة، حيث نظمت أكثر من 116 مسيرة جماهيرية احتجاجية للمطالبة بالأرض والطريق، ولكن ما زالت المعاناة، بالرغم من الانتهاكات، بإغلاق الشارع، ودخولنا الأراضي جاء بعد متابعة قانونية مستمرة ضد المستوطنين الذين سلبوا أرضنا، ويجب الاستمرار بمواجهتنا إجراءات الاحتلال وهمجيته الشرسة في سلب الأرض وتضييق الخناق".
وفي قلقيلية لم تتوقف إخطارات الهدم، ويقول المختص بالشأن الاستيطاني في المحافظة محمد أبو الشيخ: "لم تتوقف الإخطارات بحق المواطنين، وعمليات الهدم مستمرة ووقف البناء لمنشآت زراعية، ويقوم ضابط الاحتلال بوضع الإخطارات على صخرة أو سياج أرض، ويعتبر أن الإخطار تم إيصاله لصاحب الشأن، ويكتب بخط يده على إخطار الهدم أو وقف البناء عبارة: "تم التعليق والتصوير"، أي أنه يُخلي مسؤولياته من خلال إيصال هذا الإخطار إلى المزارع أو صاحب الأرض، ولا يلتفت هل وصلت له أم لا، فهذه طريقتهم في التبليغ، وهي صورية وهمية، والكثير من أصحاب الشأن لا يلتفت إلى القرار، بسبب ضياعه أو عدم ذهابه إلى أرضه في ظل جائحة كورونا، وتكون هناك مدة زمنية للاعتراض، وقد تنفد المدة دون تقديم اعتراض، إذ إن الاعتراضات اليوم إلكترونية، وتحتاج إلى متابعة دقيقة، لأن الفترة المحددة للاعتراض تكون محددة بساعات ما بين 48 ساعة إلى 96 ساعة".
وفي محافظة سلفيت؛ في الزاوية ودير بلوط وغيرهما من البلدات تستمر عمليات الهدم والإخطارات.
عزمي شقير من الزاوية يقول لـ"القدس" دوت كوم: "المصادرات وإخطارات وقف البناء وعمليات الهدم لم تتوقف في الزاوية ومسحة، فجائحة كورونا لم تصب هذا القطاع الاحتلالي بالتوقف، فضباط ما يُسمى "الإدارة المدنية" يعتبرون هذه الفرصة ذهبية بامتياز لممارسة كل إجراءات الملاحقة التي تعوّد عليها الفلسطيني، واليوم الصوت العالي في العالم كله مواجهة الوباء بسبب فيروس كورونا، والفلسطينيون يواجهون وباء الإخطارات والهدم والمصادرة من دون رحمة، بل بعملية استقواء متعمدة، فالكل منشغل بـ"كورنا" وما يُسمى "الإدارة المدنية" منشغلة بكيفية منع الفلسطيني من استغلال أرضه الخاصة، والسماح للمستوطنين بتوسيع مستوطناتهم التي أصبحت مدناً كبيرة، فيما قرانا وتجمعاتنا يعيش أهلها بخارطة هيكلية لم تتم توسعتها منذ عشرات السنوات".